يعدّ الأديب الكبير "طه حسين" شخصية ذات مكانة علمية وأدبية مرموقة. فهو لم يقتصر على موهبته الأدبية الفذة فحسب، بل كان أيضًا ناقدًا أدبيًا معتبرًا، وشكل مدرسة فريدة وهامة في مجال النقد الأدبي. اعتمد نظرة علمية موضوعية في التحليل النقدي، حيث ابتعد عن التأثيرات الشخصية والنفسية والمدارس التقليدية. رؤيته للعمل الأدبي كانت بأنه ظاهرة اجتماعية تنبع من تأثر الكاتب بجماعته وثقافته ومحيطه الاجتماعي. وبالتالي، كان نقده يستند إلى قراءة شاملة للمجتمع الذي نشأ فيه الكاتب. في كتابه هذا، قدّم "طه حسين" بعض القراءات النقدية لأعمال أدبية مهمة للعديد من الكتّاب العرب، مثل العقاد والحكيم. ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل ناقش أيضًا بعض المسائل الأدبية والثقافية، التي تحوّلت إلى معارك فكرية شديدة الرُّقِيّ بينه وبين مفكرين كبار. يهدف كل هذا الجهد النقدي إلى الوصول إلى الحقيقة وإبراز أسس الأدب العربي الراقي، وهو ما يجعل "طه حسين" شخصية رائدة ورمزًا للتفكير النقدي المستنير في الأدب العربي.
