عزاءات الفلسفة

ملخص كتاب عزاءات الفلسفة: كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة؟ - The Consolations of Philosophy

كيف تتصرف حينما ينتقد الآخرون سلوكك؟ تعلم من سقرط!
"طالما أنني أتنفس وأملك القوة، لن أتوقف عن ممارسة الفلسفة وإسداء النصح لكم وتوضيح الحقيقة لكل من أصادقه، وبذلك أيها السادة، سواء برأتموني أم لا، أنتم مدركون أنني لن أغير سلوكي، حتى لو مت مائة مرة."

ما سبق كان جزءا من خطبة سقراط التي ألقاها يوم محاكمته أمام خمسمائة من المحلفين، معبرًا عن رفضه التخلي عن فلسفته، ومؤكدًا اختياره لما يؤمن به، وإن كان يواجه حكمًا بالإعدام.
اتهم ممثل الادعاء سقراط بأنه مهرطق، يفسد الشباب بأحاديثه معهم، وأنه رجل شرير شكك في آلهتهم. فما كان من الفيلسوف اليوناني إلا إنكار تلك التهم بهدوء وشجاعة يحسد عليها، موضحًا أن مناقشته هي الحل، لا قاعة المحكمة.
يرى مؤلف هذا الكتاب أن موقف سقراط "مثالًا متطرفًا عن كيفية الاحتفاظ بالثقة في موقف فكري يواجه معارضة لا منطقية.

لكننا بالطبع يمكننا أن نتعلم كثيرا منه، في كيفية مواجهة الآراء السائدة في المجتمع، لأن موافقة الآخرين على بعض أفكارنا، أو اختياراتنا لوظيفة جديدة قد تغير مسار حياتنا، أو ما نريد ارتداؤه، يمثل جزء من اعتقادنا أننا على حق. خاصةً لو كنا نخالف الأعراف والتقاليد المتبعة منذ زمن.
ما ينبغي أن يقلقنا ليس عدد الناس الذين يعارضوننا، بل مدى قوة الأسباب التي تدفعهم إلى فعل هذا. صحيح أن معارضة عدد كبير من الناس لنا شيء مقلق، ويمكنه أن يفقدنا الثقة، لكن من المفيد بدلًا من أن نسمح لكل كلمة ساخرة أن تؤذي مشاعرنا، أن نسأل أنفسنا أولًا، على أي أساس يوجَّه هذا التأنيب القاسي؟

يُعد عزاءات الفلسفة، كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة؟ رحلة مذهلة في تاريخ الفلسفة الغربية، وعلاقة الفلسفة بحياة الإنسان البسيطة، بعيدًا عن المعاني الصعبة والغموض.
فقد اهتم الكاتب بأن يقدم لنا تجارب من حيوات فلاسفة عظام، بدءًا من سقراط حتى نيتشه، ليوضح لنا فلسفاتهم بخصوص الإحباط والحب والسعادة، بطريقة سهلة وممتعة. فهذا هو منهج آلان دو بوتون Alain de Botton في أغلب كتبه، التي كانت دائمًا في قائمة الأكثر مبيعًا.