ماذا يحدث داخل عقلك حينما تفكر في كلمة قهوة؟
الذكرى هي نتاج شبكة عملاقة من الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ. إذ يحتوي الدماغ البشري على مائة مليار خلية عصبية، كل خلية تحمل بداخلها من خمس إلى عشرة آلاف رابطة متشابكة بينها وبين خلايا عصبية أخرى، والذي يفرق بين ذكرى وأخرى، هو نمط تلك الروابط وطريقتها.
فيقول مؤلف هذا الكتاب أننا حينما نفكر في فكرة جديدة، أو نبدأ بتذكر أي شيء، تتغير الروابط بين خلايانا العصبية، ما يؤدي إلي تغير أدمغتنا، أي في اللحظة التي تسمع فيها تلك الجملة، يكون دماغك قد تغير من الناحية الفيزيائية، عن ما كان عليه منذ دقائق معدودة.
حينما ننطق كلمة ما مثل "كوب قهوة" في حديث عابر، يمكن لذاكرتنا أن تستدعي لونها وطعمها وكل ما يتعلق بها في مخيلتنا، وذلك بشكل تلقائي تمامًا. إذ في تلك اللحظة تنتقل شِحنات كهربائية متتابعة في أدمغتنا، بين مجموعة من الخلايا العصبية، التي تحمل رمز القهوة، مع التفاصيل المتعلقة بها. ذلك ما توصل إليه علماء الأعصاب.
لكن السؤال الذي يُعد لغزًا كبيرًا حتى الآن، هو كيف تحتوي مجموعة من الخلايا العصبية على "الذاكرة"؟
يقدم هذا الكتاب محاولات الصحفي الأمريكي Joshua Foer لفهم طريقة عمل الذاكرة وعيوبها، وأنواعها، عن امكاناتها الخفية، وقُواها الخارقة، وقابليتها للتطوير، عن قصته حينما قرر أن يتدرب لمدة عام كامل، ليتمكن من المشاركة في بطولة الولايات المتحدة للذاكرة. التي اكتشفها صُدفة، أثناء بحثه عن أذكى شخص في العالم.
Foer هو بطل وصل إلي المعرفة عبر التجربة، لا عن طريق البحث النظري فحسب. قرر أن يتحدى قدراته، ويتغلب على فشله بالتدريب الواعي، لينتجَ عن تلك الرحلة المثيرة، واحد من أجمل الكتب عن فنون الذاكرة وأسرارها.
استمع الآن!
